ليكيب نيوز
تعيش عدة مدن هولندية على وقع تصاعد خطير في التفجيرات الليلية، حيث تحولت شوارع معروفة بزهورها ودراجاتها إلى مسارح دمار وفوضى. وتشير التقديرات الأمنية إلى تسجيل ما يقارب ثلاثة انفجارات كل ليلة، غالبًا باستخدام مفرقعات محظورة ذات قوة تعادل قنبلة يدوية، ما يسبب أضرارًا جسيمة للمباني، وتحطيم النوافذ، وأحيانًا سقوط ضحايا.
الإحصاءات الرسمية تكشف حجم الخطر، إذ شهد النصف الأول من عام 2025 نحو 700 حادثة، مقارنة بـ 340 في 2022، و901 في 2023، و1,244 في 2024. ورغم ارتباط هذه العمليات في البداية بصراعات بين عصابات المخدرات والجريمة المنظمة، إلا أن التحقيقات أظهرت توسع الظاهرة لتشمل نزاعات شخصية وتجارية وعائلية.
وشهدت البلاد حوادث دامية، أبرزها انفجار في لاهاي أودى بحياة ستة أشخاص، وآخر في بلدة فروومشوب أسفر عن مقتل شخصين وثلاثة كلاب بسبب خلاف تجاري. وغالبًا ما يُستأجر شبان مراهقون أو في أوائل العشرينات عبر تطبيقات مشفرة لتنفيذ هذه الهجمات مقابل مبالغ مالية بسيطة.
وتتميز القوانين الهولندية بمرونة أكبر في ما يتعلق بالمفرقعات مقارنة بدول أوروبية أخرى، حيث يُنفق سنويًا عشرات الملايين على العروض النارية، ما يسهل الحصول على هذه المواد.
الظاهرة لم تعد مقتصرة على مدن كبرى مثل أمستردام وروتردام، بل طالت بلدات صغيرة مثل بارن، التي شهدت عشر هجمات خلال سبعة أشهر، ما دفع السلطات إلى تكثيف المراقبة بالكاميرات.
ورغم اعتقال أكثر من 160 مشتبهًا بهم منذ بداية العام، معظمهم منفذون ميدانيون، إلا أن الجهات التي تموّل وتخطط لهذه العمليات ما تزال بعيدة عن قبضة العدالة، مستفيدة من قنوات تواصل محمية بالتشفير.