ليكيب نيوز
تشهد العاصمة الإيرانية طهران أزمة مائية حادة، وسط موجة حر استثنائية فاقمت من شحّ المياه وأظهرت هشاشة البنية التحتية. الانقطاعات الطويلة والمتكررة باتت جزءًا من الحياة اليومية لملايين السكان، بينما تتحدث الجهات الرسمية عن انخفاض خطير في مستويات السدود والخزانات.
وتربط السلطات الأزمة بتوالي سنوات الجفاف وتراجع الأمطار، غير أن خبراء البيئة يرون أن المشكلة أعمق، متهمين السياسات المائية المتبعة منذ عقود بالإفراط في استنزاف الموارد الجوفية والتوسع غير المدروس في بناء السدود، ما أدى إلى اختلال التوازن البيئي.
تقارير رسمية حذّرت في وقت سابق من أن أحد الخزانات الرئيسية لا يتجاوز امتلاؤه 7%، فيما جفّت أخرى بالكامل، الأمر الذي دفع الحكومة إلى فرض تدابير عاجلة مثل تقليص نشاط المؤسسات العامة. وقد أشار وزير الطاقة إلى الحاجة الملحّة لفرض حدود موحدة للاستهلاك، مؤكّدًا أنّ التفاوت في الحصول على المياه أصبح غير مقبول.
الأزمة انعكست مباشرة على تفاصيل الحياة اليومية؛ مطاعم ومخابز خفّضت نشاطها، مسابح أُغلقت، وغضب شعبي يتصاعد تدريجيًا مع تفاقم الانقطاعات. ومع النمو السكاني وتزايد الضغط على العاصمة، يلوح في الأفق خطر موجات هجرة داخلية جديدة، ما يضع مستقبل الأمن المائي للبلاد على المحك.