ليكيب نيوز
في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) عن التشكيلة الأولى لمنتخب اللاجئات الأفغانيات، استعداداً للمشاركة في بطولة ودية غير مسبوقة تحت عنوان “FIFA يوحّد: سلسلة السيدات”، والتي ستُقام في دولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة أربعة منتخبات.
وتُعدّ هذه المشاركة المرتقبة أول ظهور رسمي للاعبات أفغانيات على الساحة الدولية منذ ما يقارب أربع سنوات، لتفتح أمامهن صفحة جديدة بعد مرحلة عصيبة عاشتها كرة القدم النسوية في أفغانستان.
معسكرات اكتشاف المواهب
وجاء اختيار اللاعبات بعد ثلاثة معسكرات تقييمية نظّمها FIFA لاكتشاف المواهب، انطلق أولها في سيدني الأسترالية، وتبعته محطتان في مركز سانت جورج بارك الوطني لكرة القدم في إنجلترا. وخلال هذه المعسكرات، تم تقييم أداء نحو 70 لاعبة من مختلف الدول، ليُسفر ذلك عن اختيار 23 لاعبة شكّلن قوام المنتخب الجديد.
تركيبة المنتخب
يتكوّن المنتخب من 13 لاعبة مقيمة في أستراليا، وخمس لاعبات في المملكة المتحدة، وثلاث في البرتغال، ولاعبتين في إيطاليا. وتمزج التشكيلة بين لاعبات مخضرمات ذوات خبرة دولية سابقة، وأخريات شابات يحملن طموحات كبيرة لمستقبل مشرق.
دعم شامل من FIFA
ولم يقتصر المشروع على الجانب الرياضي فحسب، بل اعتمد FIFA مقاربة شاملة لمحاكاة أعلى معايير كرة القدم العالمية. فقد استفادت اللاعبات من تجهيزات عالمية المستوى، ورعاية طبية ونفسية، وخدمات تغذية متخصصة، إضافة إلى ورشات عمل في القيادة والصحة النسائية. كما تكفّل الاتحاد بتأمين ترتيبات سفر آمنة، بتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وضمان تغطية تأمينية وخدمات دعم طويلة المدى لكل لاعبة.
تصريحات مؤثرة
وعلّق رئيس FIFA، جياني إنفانتينو، على هذا الإعلان قائلاً:
“يمثل الكشف عن التشكيلة الأولى لمنتخب اللاجئات الأفغانيات لحظة استثنائية ورمزية، لا بالنسبة لهؤلاء اللاعبات فحسب، بل لكرة القدم النسوية عموماً. إنها مبادرة تُجسّد قدرة اللعبة على منح الأمل والوحدة، ونحن فخورون بأن نتيح لهؤلاء النساء فرصة العودة إلى المنافسة الدولية وإظهار شغفهن ومواهبهن.”
من جهتها، قالت المدربة الاسكتلندية بولين هاميل، التي تقود المنتخب:
“نظّمنا معسكرات لاكتشاف المواهب، وحظينا بفرصة مميزة لتقييم جميع اللاعبات. واليوم، ونحن نكشف عن هذه التشكيلة، يمكن القول إنها لحظة تاريخية بكل المقاييس.”
أما المدافعة كريشما عباسي، المقيمة في أستراليا، فقد اعتبرت هذه المشاركة “بداية جديدة تمكّنها من كتابة قصتها الخاصة، وإثبات أن لا شيء مستحيل بالإصرار والمثابرة”. فيما وصفت حارسة المرمى إلاها صفداري، لاعبة نادي روثرهام يونايتد الإنجليزي، اللحظة بأنها “ثمرة جهود كبيرة ورسالة واضحة للعالم بأن النساء الأفغانيات قادرات على تحقيق إنجازات مذهلة”.
بداية فصل جديد
ويُنتظر أن تكون هذه البطولة الودية محطة انطلاقة جديدة لكرة القدم النسوية الأفغانية، في ظل التزام FIFA بمواصلة مرافقة اللاعبات ودعمهن، سواء من خلال برامج فردية تلائم احتياجات كل لاعبة، أو عبر توسيع قاعدة المشاركات في المستقبل.
ورغم التحديات القانونية واللوجستية التي رافقت تنفيذ المشروع، فإن مبادرة منتخب اللاجئات الأفغانيات باتت تُعتبر نموذجاً رائداً في عالم الرياضة، ورسالة أمل بأن كرة القدم يمكن أن تظل مساحة آمنة وملهمة، حتى في أحلك الظروف.