ختارت العديد من الأسر المغربية مدينة مراكش كوجهة مفضلة، خلال العطلة المدرسية الخريفية، التي انطلقت السبت 14 أكتوبر الجاري، لقضاء أيام من الاستجمام رفقة أبنائهم بعيدا عن ضغط الفصول الدراسية، والاستمتاع بسحر المدينة الحمراء وأجوائها الخلابة، باعتبارها من الوجهات الرائعة المثالية للاسترخاء والاستكشاف الممتع، لكونها حافلة بأجواء جذابة من الرونق التاريخي والأناقة المعمارية الساحرة وجمال الطبيعة والهدوء المفعم بطابع أندلسي.
وفي هذا الإطار، قال البشير لعليكة أحد زوار المدينة الحمراء، في تصريح ، أنه يفضل زيارة مدينة مراكش، لأن له معارف في هذه المدينة التي تشهد حركة قصوى في كل شيء، ومن وسط المدينة يبرمج رحلاته نحو ضواحيها، مثل زيارة منتجع أوريكا، وكذلك مولاي إبراهيم وتغدوين التي سمع عنها في إحدى المجلات المغربية.
وتزامنت العطلة البينية الأولى، مع اختتام فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين، التي استقطبت حوالي 14 ألف مشارك يمثلون أزيد من 150 بلدا، وخلقت فرصة ومناسبة للأسر المغربية من أجل اكتشاف مناطق جديدة للاستجمام تساعد التلاميذ على مدهم بطاقة ايجابية مما يمكنهم من مواصلة الموسم الدراسي في أفضل الظروف.
وشكلت عدد من المركبات السياحية والمؤسسات الفندقية بالمدينة الحمراء، قبلة ووجهة مفضلة لمجموعة من الأسر المغربية القادمة من مختلف مدن المملكة، حيث عرفت انتعاشة كبيرة، بعد ان ارتفعت نسبة الحجوزات وليالي المبيت بنسبة كبيرة.
ويفسر هذا المنحى التصاعدي للسياحة الداخلية، التي بدأت تفرض نفسها بوصفها قاطرة التنمية الاقتصادية،إقبال المغاربة على المنتجات الموجهة للسياح المحليين، وبروز طبقة متوسطة أصبحت تفضل اللجوء الى مراكز الاصطياف والمركبات السياحية لتأمين قضاء عطلتها بدلا من الذهاب لدى أفراد الأسرة.
واختلفت الوجهات السياحية، فهناك من فضل الفنادق لقضاء هذه العطلة وفق برنامج ترفيهي متنوع، وهناك من قرر الذهاب الى المنتجعات الطبيعية ضواحي مدينة مراكش، للاستمتاع بمتعة الجبل والهدوء وسحر المناظر الخلابة، خاصة بعدما استعاد قطاع السياحة بإقليم الحوز، نشاطه الاعتيادي، جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة، ليلة الجمعة 8 شتنبر المنصرم.
وشهد إقليم الحوز، أحد أهم وجهات السياحة الجبلية الايكولوجية على الصعيد الوطني،منذ نهاية الأسبوع الماضي، توافد العديد من الحافلات السياحية وعلى متنها أفواج من السياح من جنسيات مختلفة اختاروا زيارة المنطقة بحثا عن الاستجمام والهدوء.
وما يزيد توافد السياح المغاربة والأجانب على إقليم الحوز، ما يوفره الطبخ المحلي من أطباق متنوعة وما يشتمل عليه من وصفات تعتمد على منتجات مجالية طبيعية ليجد الكل متعته في تدوق الاطباق المحلية ومختلف الوجبات القروية.
وحسب عدد من المهنيين، فإنه بالإضافة الى السياح الأجانب الوافدين على مدينة مراكش، تحتل السياحة الداخلية مكانة مهمة في نشاط المؤسسات الفندقية، باعتبارها ثاني سوق بعد السوق الفرنسية، التي تفضل وجهة المدينة الحمراء، خصوصا أنها اعتمدت تسعيرات مناسبة لتشجيع السياحة الداخلية.
واوضحوا في تصريحات متطابقة ، أن نسبة الحجوزات وليالي المبيت بعدد من المؤسسات الفندقية، ارتفعت بنسبة كبيرة، حيث تجاوزت نسبة الملء 90 في المائة 70 في المائة بخصوص السياح الاجانب من مختلف بقاع العالم و30 في المائة للسياح الداخليين .
وفي هدا الإطار، أكد الزوبير بوحوت الخبير في المجال السياحي، أن تأثير العطل المدرسية يكون واضحا بالنسبة إلى السياحة الداخلية، حيث تفضل أغلب الأسر السفر إلى المواقع السياحية القريبة منها للترفيه عن الأبناء، مشيرا الى أن هذه العطلة الخريفية تزامنت مع الدروة التي يعرفها القطاع السياحي، مما ساهم بشكل كبير في انعاش القطاع بالمدينة الحمراء التي استفادت من السياحة الدولية والداخلية في نفس الوقت.
وأضاف بوحوت، أنه في وقت الذروة بموازاة مع توافد السياح الأجانب من مختلف الجنسيات، يصعب على المؤسسات السياحية بالمدن التي تتوفر على طاقة استيعابية ضعيفة، أن تتجاوب مع الطلبات المتزايدة للمغاربة وبالتالي يكون الضغط على الثمن مما يدفع عدد من الأسر المغربية الى اللجوء لمراكز الاصطياف بالنسبة للمؤسسات التي تتوفر على مراكز اجتماعية أو إلى الشقق المفروشة.
وشدد بوحوت على أهمية السياحة الداخلية، التي تشكل حوالي 30 في المائة من حجم الليالي المسجلة بالمؤسسات السياحية المصنفة، مشددا على ضرورة تطوير العرض السياحي الموجه للأسر البسيطة، من خلال تحسين المنشآت التحتية المخصصة لها في المناطق السياحية، مع اعتماد أثمنة مناسبة للعائلات التي تصطحب أبناءها.
وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة، أطلق حملة ترويجية عالمية جديدة، بعنوان “مراكش إلى الأبد”، تتغنى بمراكش والمغرب عامة، على هامش الاجتماعات العامة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي احتضنتها مدينة مراكش من 9 الى 15 أكتوبر الجاري، بغية إطلاع العالم أجمع على أن مراكش، على غرار المغرب أجمع، هي وجهة استثنائية ستواصل الإشعاع والتوهج واستقبال السياح الراغبين في اكتشافها بالحفاوة المعهودة، مبرز
أن الهدف المتوخى من هذه الحملة يتلخص في إعادة التأكيد على أن مراكش خاصة، والمغرب بشكل عام، وجهة متفردة بكل المقاييس، قادرة على استعادة عافيتها في زمن قياسي.