18/10/2024
قام الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لشؤون الجوار الجنوبي، خافيير كولومينا، بزيارة إلى المغرب يوم الأربعاء الماضي، حيث أجرى مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. وتركزت هذه المباحثات على سبل تعزيز التعاون القائم بين “الناتو” والمملكة المغربية في المجالات السياسية والمدنية والعسكرية.
وفي تصريح عقب اللقاء، وصف كولومينا المغرب بأنه “شريك مهم للغاية” و”لا غنى عنه” في مجال الأمن، مشيداً بدور المملكة المحوري في مكافحة الإرهاب، معتبراً إياها فاعلاً رئيسياً في هذا المجال.
في هذا السياق، علّق المحلل السياسي والأمني محمد شقير على زيارة كولومينا، مؤكداً أن المغرب “أصبح ركيزة أساسية” في استراتيجية الناتو لمواجهة الإرهاب في منطقة ذات أهمية جيو-استراتيجية حساسة، نظراً لموقعه الجغرافي في شمال إفريقيا واستقراره السياسي مقارنة بدول أخرى في المنطقة.
وأضاف شقير أن المغرب، الذي يعتبر حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة منذ عام 2001 في حربها على الإرهاب، يسعى من خلال هذا اللقاء إلى تعزيز التنسيق والتعاون الأمني مع الحلف الأطلسي لمواجهة التحديات الكبرى المرتبطة بتمدد الإرهاب. كما أشار إلى أن المغرب يتبنى سياسة استباقية في مكافحة الإرهاب، معتمداً على أجهزته الأمنية المتمرسة في تفكيك الخلايا الإرهابية، خاصة تلك التي تنشط في أوروبا.
من جانبه، أشار العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي، إلى أن إشادة كولومينا بدور المغرب في مجال الأمن ليست مصادفة، بل تأتي اعترافاً بدور المملكة البارز في تعزيز السلم والأمن الإقليميين والدوليين. وأكد الوردي أن المغرب يعتمد على شبكة استخباراتية متطورة وعلاقات دولية قوية قائمة على تبادل المعلومات الأمنية، مما ساهم في إحباط العديد من المخططات الإرهابية.
وأضاف الوردي أن المغرب يتميز بخبرة أمنية متفردة في المنطقة بفضل برامجه التدريبية المتقدمة وانفتاحه على تجارب دولية في مجال مكافحة الإرهاب، مما يجعله مرجعاً دولياً في هذا المجال. كما شدد على أهمية تعزيز المؤسسات المغربية لهذه الجهود لدعم دول الجوار التي تواجه تحديات أمنية كبيرة.

