ليكيب نيوز
تستعد دول أمريكا اللاتينية لدخول مرحلة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال مشروع مبتكر يحمل اسم “Latam-GPT”، تقوده تشيلي بشراكة مع أكثر من ثلاثين مؤسسة أكاديمية وتقنية. ويرتقب إطلاق النسخة الأولى من هذا النموذج في سبتمبر المقبل، مع تركيز خاص على إبراز الخصوصيات الثقافية واللغوية لشعوب المنطقة.
المبادرة انطلقت بعد ملاحظة الفجوة بين النماذج العالمية المصممة في بيئات ثقافية مختلفة واحتياجات المستخدمين المحليين، حيث يعمل المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في تشيلي منذ 2023 على تدريب النموذج على ملايين الوثائق المحلية وتخزين بيانات ضخمة في مراكز حوسبة متطورة.
ويمتاز المشروع بدمجه للغات أصلية مهددة بالاندثار، مثل “رابانوي” و”مابودونغون”، إضافة إلى تطلعه لدعم قطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة من خلال أدوات رقمية تتلاءم مع السياق المحلي. كما يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين بلدان القارة وتوسيع استقلالها التكنولوجي في مواجهة هيمنة الشركات العالمية.
ورغم الإمكانات الواعدة، يواجه المشروع تحديات متعددة، من أبرزها نقص التمويل، وضعف البنية التحتية، وتفاوت التغطية الرقمية، فضلا عن المخاوف البيئية المتعلقة بالاستهلاك الكبير للطاقة والمياه. ومع ذلك، يؤكد القائمون عليه التزامهم بالاعتماد على حلول مستدامة وصديقة للبيئة.
لا يقتصر “Latam-GPT” على كونه تجربة تقنية، بل يمثل أيضًا رهانًا استراتيجيًا يسعى إلى إعادة تعريف علاقة المنطقة بالتكنولوجيا، وتأكيد حضورها في النظام الرقمي العالمي برؤية أكثر استقلالية وعدالة.