ليكيب نيوز
وافقت المفوضية الأوروبية مؤخراً على استخدام علاج وقائي مبتكر ضد فيروس نقص المناعة البشرية، يُتوقع أن يُحدث تحولاً كبيراً في طرق الوقاية من المرض داخل دول الاتحاد الأوروبي.
الدواء الجديد، الذي يحمل اسم “Yeytuo” في السوق الأوروبية، يُقدَّم على شكل حقنتين فقط في السنة، مقارنة بالأدوية التقليدية التي تتطلب تناول أقراص يومياً. ويُنظر إلى هذه الطريقة المبسطة على أنها خطوة مهمة لتعزيز الوقاية، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة لخطر العدوى، وفي الدول التي تعاني من ضعف في البنى التحتية الصحية.
جاءت الموافقة الأوروبية عقب تقييم إيجابي من لجنة الأدوية للاستخدام البشري التابعة للوكالة الأوروبية للأدوية، والتي استندت إلى نتائج دراسات سريرية أكدت فعالية الدواء في خفض خطر الإصابة بالفيروس بنسبة تفوق 99.9% لدى البالغين والمراهقين.
البروفيسور جان ميشال مولينا، المختص في الأمراض المعدية، أشار إلى أن أوروبا تسجل سنوياً قرابة 25 ألف إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، مما يعكس محدودية فعالية الوسائل الوقائية الحالية، ويؤكد الحاجة إلى حلول أكثر فاعلية مثل هذا العلاج الجديد.
ورغم الترحيب الطبي الواسع، أثار ارتفاع سعر الدواء قلق العديد من المنظمات، إذ تتجاوز تكلفته السنوية في الولايات المتحدة، حيث يُعرف باسم “Yeztugo”، نحو 28 ألف دولار للمريض الواحد.
استجابة لهذه المخاوف، توصلت الشركة المطورة للعقار إلى اتفاق في عام 2024 مع عدد من المصنّعين لإنتاج نسخ منخفضة التكلفة، ستُوزّع في أكثر من 100 دولة نامية. كما أبرم الصندوق العالمي عقداً مع الشركة لتوفير هذا العلاج الوقائي بأسعار مناسبة للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مما يعزز فرص الوصول إليه بشكل أوسع.
هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في استراتيجية الوقاية من الإيدز، وقد يكون خطوة مهمة في تقليص انتشار الفيروس عالمياً، إذا تم تجاوز تحديات التكلفة وتوفير الدواء للفئات المحتاجة.