ليكيب نيوز
في خطوة تعكس تصاعد القلق من التراجع الحاد في معدلات الولادة، أعلنت السلطات الصينية عن خطة وطنية جديدة تهدف إلى تشجيع الأسر على الإنجاب من خلال تقديم إعانات مالية سنوية عن كل طفل.
وتتضمن الخطة صرف مبلغ سنوي يبلغ 3600 يوان (حوالي 500 دولار أمريكي) عن كل طفل حتى سن الثالثة، في أول مبادرة من نوعها على المستوى الوطني لمواجهة الانخفاض المستمر في معدل الخصوبة، الذي لا يتجاوز حاليًا طفلًا واحدًا لكل امرأة، أي أقل بكثير من معدل الإحلال السكاني.
ورغم عدم وضوح تفاصيل التنفيذ، تشير مصادر رسمية إلى أن الخطة تم الإعلان عنها عبر مواقع الإدارات المحلية في عدة مناطق. وتأتي هذه الخطوة في ظل تحديات ديموغرافية واقتصادية متزايدة، حيث شهدت الصين تراجعًا في عدد المواليد للعام السادس على التوالي، وسط عزوف ملحوظ عن الزواج والإنجاب.
ورأى خبراء في قضايا السكان أن الدعم المالي المعلن غير كافٍ لتغيير السلوكيات المرتبطة بالإنجاب، مشيرين إلى أن التكلفة الاقتصادية لرعاية الأطفال، بالإضافة إلى غياب الثقة في جودة الخدمات العامة، تبقى من أبرز العوائق أمام رفع معدل الولادة.
من جهة أخرى، يعاني قطاع التعليم المبكر من تبعات هذا التراجع الديموغرافي، إذ أُغلقت آلاف رياض الأطفال في السنوات الأخيرة، وجرى تسريح أعداد كبيرة من العاملين فيه، ما يعكس الأثر المباشر لانكماش عدد الأطفال على الاقتصاد وسوق العمل.
وتواجه الحكومة الصينية انتقادات لبطء استجابتها للتحديات السكانية، حيث لا يزال الاستثمار في الرعاية الاجتماعية والطفولة محدودًا مقارنة بالإنفاق الكبير على قطاعات أخرى كالصناعة والتكنولوجيا. في المقابل، لجأت بعض المدن إلى تقديم حوافز مالية أكبر، شملت مبالغ تصل إلى 100 ألف يوان للطفل الثالث، لكنها ظلت مبادرات محلية محدودة التأثير.
وقد أدى هذا التراجع الديموغرافي إلى فقدان الصين موقعها كأكثر دول العالم سكانًا لصالح الهند، وتشير توقعات دولية إلى احتمال انخفاض عدد سكانها إلى أقل من 800 مليون بحلول نهاية القرن إذا لم تُعتمد سياسات أكثر شمولًا وفعالية.