ليكيب نيوز
تشهد الساحة الدفاعية الأوروبية تحوّلاً استراتيجياً مع تصاعد دور الطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي، مقابل تراجع الاعتماد التقليدي على الدبابات والجنود. فقد أثارت الانتهاكات الروسية الأخيرة للمجال الجوي لدول مثل بولندا ورومانيا وإستونيا قلق الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، لتظهر الحاجة الملحة إلى أنظمة دفاعية جديدة.
ردّاً على هذه التهديدات، طرحت المفوضية الأوروبية مقترح إقامة “حائط للمسيّرات” على طول الجناح الشرقي للناتو، بدعم من تسع دول أوروبية وأوكرانيا، مع خطط لإنجازه خلال عام واحد. ويهدف المشروع إلى بناء شبكة دفاعية متكاملة تعتمد على أنظمة الاستطلاع، والأقمار الصناعية، والطائرات المسيّرة المضادة.
لكن رغم هذا الزخم، يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات في الابتكار الصناعي، إذ لا تضم القارة سوى ثلاث شركات دفاعية بين أكبر خمسين شركة تكنولوجية عالمياً، ما يجعلها سوقاً استهلاكية أكثر منها رائدة. في المقابل، تقود أوكرانيا تجربة عملية في مواجهة هجمات المسيّرات الروسية باستخدام تقنيات منخفضة الكلفة وفعّالة مثل أجهزة التشويش واعتراض المسيّرات.
على صعيد المبادرات، تشهد عدة دول أوروبية سباقاً لتعزيز قدراتها:
- التشيك تطور نظام “إيجل-1” القادر على اصطياد المسيّرات عبر الذكاء الاصطناعي.
- ألمانيا وفرنسا والسويد تدفع بشراكات تكنولوجية لتسخير الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي في الدفاع الجوي والبحري.
- رومانيا تستثمر في إنشاء مصنع مسيّرات جديد بدعم من مبادرة أوروبية تصل ميزانيتها إلى 150 مليار يورو.
وبينما يرى خبراء أن المسيّرات ليست بديلاً عن الدبابات والمدفعية بل مكملاً فعالاً لها، فإن التطورات الجارية توضح أن القارة العجوز تستعد لحقبة جديدة تقودها التكنولوجيا الدفاعية الذكية.