ليكيب نيوز
أكد الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش على التزام المغرب بمسار الانفتاح الإقليمي والتكامل التنموي، مع تجديد الدعوة إلى تجاوز الخلافات وبناء جسور التعاون، خاصة مع الجارة الجزائر. وقد ركّز الخطاب على أولويات التنمية الاقتصادية، وتعزيز الاندماج في الفضاءين المتوسطي والأفريقي، بما يضع المصلحة المشتركة فوق الاصطفافات السياسية الضيقة.
هذا التوجه يعكس صعود نمط جديد من التفكير السياسي في المنطقة العربية، يقوم على الأداء العملي وتحقيق النتائج، بدلًا من الاكتفاء بالشعارات أو الدخول في صراعات غير مجدية. وتظهر ملامح هذا النهج في تحركات عدة دول عربية نحو التهدئة وتوسيع مساحات التعاون، كما حدث في المصالحات الإقليمية الأخيرة والاتفاقات الدبلوماسية التي أنهت أزمات طويلة.
كما أشار الخطاب إلى مشاريع استراتيجية كبرى في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، مما يضع المغرب في مصاف الدول التي تبني شرعيتها السياسية على الإنجاز والفاعلية. ويبرز هذا المسار أيضًا في الدور الذي تلعبه الرباط في الوساطات الإقليمية والدولية، واستعدادها لاستضافة فعاليات كبرى مثل كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، ما يعكس تغليب المصلحة الإقليمية على الخلافات السياسية.
إن هذا التحول يعكس وعيًا جديدًا لدى المجتمعات العربية، خصوصًا الشباب، الذين باتوا أكثر اهتمامًا بالفرص الاقتصادية وتحسين الخدمات، وأقل انجذابًا إلى المشاريع الإيديولوجية التي أثبتت محدوديتها. ومن هنا، فإن الخطاب الملكي المغربي يشكّل رسالة واضحة نحو أفق عربي يتجاوز منطق الصراع إلى منطق التعاون والبناء المشترك.