19/10/2024
في ظل التحديات المتزايدة لقضية الهجرة، برزت دعوات من قبل مسؤولي الاتحاد الأوروبي لإنشاء مراكز لاستقبال المهاجرين المرحلين في دول خارج الاتحاد، بما في ذلك المغرب. ومع ذلك، يبدو أن المملكة ترفض هذه الفكرة، معتبرة أنها تتعارض مع سيادتها وأهدافها في إدارة ملف الهجرة على المستوى الإفريقي.
تقدمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بمقترح لإنشاء “مراكز العودة” في دول مثل المغرب ومصر والجزائر. وتهدف هذه المراكز إلى تسريع إجراءات ترحيل المهاجرين غير النظاميين، وهو ما أكد عليه قادة الاتحاد خلال قمتهم في أكتوبر. إلا أن هناك انقساماً في الآراء حول فعالية هذه المراكز، حيث أعرب بعض القادة، مثل رئيس الوزراء الإسباني، عن قلقهم من أن هذه الخطوة قد تخلق تحديات جديدة.
يؤكد خبراء في مجال الهجرة أن المغرب حسم موقفه الرافض لاستضافة هذه المراكز، إذ يعتبرها انتهاكاً لسيادته. ولفت الباحث حميد بن طالب إلى أن المغرب يسعى لتحقيق الريادة في تدبير ملف الهجرة، وأن قبول هذه المراكز يتعارض مع هذا الهدف.
وقد تعرض المغرب لضغوطات من بعض الدول الأوروبية، لكن المملكة تمكنت من إقناع شركائها بعدم جدوى هذه الحلول، وأنها قد تزيد من الأعباء على الدول التي تستضيف المراكز.
يشدد المغرب على أهمية تبني مقاربة قائمة على المسؤولية الثلاثية، حيث تتحمل دول المنشأ، العبور، والمقصد مسؤوليات مشتركة في معالجة قضايا الهجرة. وفي هذا السياق، أبدى المغرب استعداده لإعادة المواطنين المغاربة، بينما يؤكد على ضرورة تحسين ظروف المعيشة في الدول الأصلية لتقليل دوافع الهجرة.
في مواجهة التحديات المرتبطة بالهجرة، يدعو المتخصصون إلى إعادة النظر في السياسات الحالية، بما في ذلك تنفيذ الأجندة الإفريقية للهجرة بشكل كامل. ويشددون على أهمية معالجة جذور المشكلة، مثل الفقر والبطالة، بدل التركيز فقط على الحلول الأمنية.
بينما يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات متزايدة في إدارة قضايا الهجرة، يبدو أن المغرب يظل ملتزماً بموقفه الرافض لاستضافة مراكز استقبال المهاجرين. هذا الموقف يعكس رؤية أوسع تسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة وتحسين ظروف العيش في الدول الأصلية، مع تعزيز التعاون الدولي المسؤول في مجال الهجرة.