12/10/2024
تسعى ميليشيات البوليساريو إلى إبقاء حالة التوتر الدبلوماسي بين المغرب وتونس مستمرة
أرسل إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، رسالة تهنئة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد بمناسبة إعادة انتخابه لولاية ثانية، حيث أشار فيها إلى الاستقبال الذي حظي به خلال قمة “تيكاد” الإفريقية اليابانية التي انعقدت في تونس في أغسطس 2022. هذا الاستقبال كان سبباً في حدوث أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس، لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم، على الرغم من دعوات العديد من السياسيين التونسيين لتحسين العلاقات مع المغرب.
في رسالته، أعرب غالي عن تقديره للدعم الذي تلقته جبهته في تونس، مشيداً بالكرم الذي حظي به، وأبدى رغبته في تعزيز العلاقات بين الجانبين. وأكد أن تونس، تحت قيادة قيس سعيد، قادرة على تحقيق الاستقرار والانسجام في المنطقة المغاربية، من خلال أسس تقوم على الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
في هذا السياق، أشار محمد الغيث ماء العينين، عضو المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إلى أن جبهة البوليساريو تحاول الحفاظ على وجودها الدولي بعد تراجع دعم أطروحتها الانفصالية. وأوضح أن الجبهة تستغل عضويتها في الاتحاد الإفريقي للمشاركة في الاجتماعات الدولية، كما حدث في اليابان، وأن ذكر غالي لهذا الحدث يشير إلى أن البوليساريو لا تزال تعلق آمالها على هذه الواقعة التي اعتبرها خطأً من الدبلوماسية التونسية.
وأكد ماء العينين أن موقف الرئيس قيس سعيد من قضية الصحراء لا يعكس بالضرورة موقف تونس الرسمي، لافتاً إلى أن العلاقات بين المغرب وتونس كانت دائماً جيدة. وأضاف أن الجزائر استغلت الأزمة التونسية للضغط على تونس وتوجيه مواقفها بما يخدم مصالحها.
من جانبه، أكد جواد القسمي، الباحث في العلاقات الدولية، أن رسالة التهنئة التي أرسلها زعيم البوليساريو تحمل أهدافاً سياسية واضحة، حيث تحاول الجبهة تعزيز علاقاتها مع الرئيس التونسي لاستغلال أي فرصة للحصول على دعم دبلوماسي جديد، خاصة في إفريقيا.
وأشار القسمي إلى أن ذكر غالي لحسن الاستقبال الذي حظي به في تونس يُعد محاولة للحفاظ على دعم تونس لجبهة البوليساريو، ومنع أي تقارب بين تونس والمغرب. وأكد أن البوليساريو، بدعم من الجزائر، تسعى إلى استمرار التوتر بين الرباط وتونس، خاصة إذا استمر قيس سعيد في دعم زعيم الجبهة، ما قد يزيد من تعقيد الوضع الدبلوماسي بين البلدين.