ليكيب نيوز
تحرير : عبد الفتاح تخيم
الخميس 17 أبريل 2025 – 13:44
في تأكيد جديد يندرج ضمن التوجه الدولي الداعم للوحدة الترابية للمملكة، شدّدت الحكومة الإسبانية، اليوم الخميس، على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، تُعد “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
هذا الموقف عبّر عنه وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، خلال ندوة صحافية أعقبت اجتماعه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، بالعاصمة مدريد. وأبرز ألباريس أن إسبانيا تقدر عالياً الجهود المغربية المبذولة في إطار الأمم المتحدة، وتعتبر قضية الصحراء شأناً حيوياً بالنسبة للمغرب، مذكراً بأن بلاده تدعم بشكل واضح المبادرة المغربية كحلّ عملي ومتوازن للنزاع القائم.
وأضاف الوزير الإسباني أن هذا التوجه ينسجم مع الدينامية الدولية المتنامية، والتي يقودها الملك محمد السادس، وتتمحور حول ترسيخ مغربية الصحراء والدفع بمخطط الحكم الذاتي كخيار وحيد لحل النزاع، بعيداً عن الطروحات المتجاوزة وغير الواقعية.
ويعكس تصريح ألباريس استمرار الالتزام الإسباني بالموقف الذي عبّرت عنه مدريد منذ مارس 2022، عندما اعتبرت أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الإطار الأنسب لتسوية هذا الملف الشائك، وهو ما اعتُبر حينها تحولاً دبلوماسيًا نوعيًا في العلاقات المغربية الإسبانية، وتأكيدًا على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ومدريد.
كما أشار الوزير الإسباني إلى أن قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2756 يدعو إلى تفعيل الحل السياسي القائم على الواقعية وروح التوافق، مما يعزز موقع المبادرة المغربية كمرتكز رئيسي لهذا التوجه.
الرسالة بين السطور:
الموقف الإسباني لا يُقرأ فقط في سياقه الدبلوماسي، بل يبعث بإشارة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن الرؤية المغربية أصبحت تحظى بزخم حقيقي، وأن خيار الحكم الذاتي لم يعد خيارًا مطروحًا فحسب، بل تحول إلى مرجعية واقعية وعملية، يجد فيها المنتظم الدولي الجواب العملي عن نزاع طال أمده.
وبينما تُواصل جبهة البوليساريو تحركاتها اليائسة لإبقاء النزاع مفتوحًا، تتجه الدول الفاعلة نحو تبني مقاربات أكثر واقعية، ترى في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية حلاً منصفًا يُراعي مصالح الجميع ويحترم استقرار المنطقة.
من قلب المغرب:
داخل المملكة، لا يُعد هذا الدعم الجديد من إسبانيا مجرد مكسب دبلوماسي، بل هو تأكيد على أن رؤية المغرب تُثمر تدريجيًا، بفضل مزيج من الحنكة السياسية، والاستثمار في التنمية المحلية بالأقاليم الجنوبية، والانفتاح على الشركاء الدوليين. في العيون والداخلة وسمارة، يلمس المواطنون يومًا بعد يوم ثمار هذه الجهود، مما يُكرّس واقعًا لا يمكن إنكاره: الصحراء مغربية، بمباركة الواقع، والتاريخ، والميدان.