ليكيب نيوز :
بقلم : آية تخيم .
أعربت أسر تلاميذ مغاربة عن استيائهم العميق جراء غياب أبنائهم عن المشاركة في الدورة الحالية من الأولمبياد الدولي للرياضيات، المنظم بأستراليا، وذلك بسبب تأخر في إصدار التأشيرات رغم استكمال الإجراءات الإدارية منذ مارس الماضي.
وتُعد هذه الواقعة امتداداً لسلسلة من الإخفاقات الإدارية التي حالت، في مناسبات سابقة، دون مشاركة الفريق المغربي في تظاهرات مماثلة، آخرها الأولمبياد الأوروبي للرياضيات بكوسوفو في أبريل المنصرم، وقبلها أولمبياد لندن الدولي العام الماضي.
واعتبرت العائلات، في تصريحاتها، أن هذا التعثر المتكرر “إهمال إداري جسيم” تتحمله الجهات المشرفة على تأطير وتمثيل المغرب في مثل هذه المحافل العلمية الدولية. وأكدت أن الأمر لا يتعلق بعدد كبير من المشاركين، بل بستة تلاميذ فقط يمثلون نخبة المتفوقين وطنياً، خضعوا لمراحل انتقاء دقيقة وتدريب علمي متقدم استعداداً لهذا الموعد العالمي.
وأشارت الأسر إلى أن غياب هؤلاء التلاميذ لا يحرمهم فقط من فرص التتويج والميداليات، بل يُفقدهم أيضاً تجربة علمية وإنسانية قيّمة، تتمثل في الاحتكاك بنظرائهم من مختلف أنحاء العالم، وبناء علاقات وشبكات معرفية قد تؤثر إيجاباً على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
وحذرت من أن الغياب المتكرر للمغرب عن هذه التظاهرات الدولية يضعف صورته العلمية، في وقت يُقاس فيه الحضور الدولي للدول ليس فقط بإمكانياتها الاقتصادية والعسكرية، بل أيضاً بمستوى نبوغ شبابها وقدرتها على تمثيلها في ميادين التميز المعرفي.
وفي هذا السياق، طالبت الأسر المتضررة بفتح تحقيق رسمي لمساءلة الجهات المسؤولة عن هذا التقصير، والدعوة إلى مراجعة جذرية لطريقة تدبير المشاركات الدولية، بما يضمن الالتزام بآجال دقيقة، وتنسيق فعّال بين مختلف المؤسسات، مع إشراك الأسرة والمجتمع المدني في دعم هذه الفئة من التلاميذ عند تعثر المساطر الرسمية.
واعتبرت أن أي مشروع نهضة علمية في المغرب يظل هشاً ومفتقراً للجدية، إذا استمرت العقول المتفوقة تُواجَه بالتهميش والإهمال بدل الدعم والرعاية.