ليكيب نيوز
شكّل خطاب العرش لسنة 2025 محطة جديدة في مسار ترسيخ الحكامة والتقييم الجماعي للمكاسب التي حققها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس. حمل الخطاب رسائل مباشرة وعميقة، داعيًا إلى تجاوز مظاهر الارتياح الظاهري، والانخراط في مرحلة جديدة من العمل الجاد والمسؤول، برؤية مندمجة وشاملة لا تترك أحدًا خلف الركب.
في هذا السياق، اعتبر عدد من المهتمين بالشأن الوطني أن الخطاب الملكي لم يكن فقط مناسبة للاحتفال بالمنجزات، بل أيضًا لحظة لمساءلة الذات الوطنية، وفتح نقاش حقيقي حول التحديات المقبلة، على أسس من الواقعية والطموح.
وأكدت المعطيات المرافقة للخطاب أن المغرب واصل خلال السنوات الماضية تعزيز موقعه في المؤشرات الدولية، لا سيما في مجالات التنمية البشرية، والبنية التحتية، والاستثمارات، والتغطية الاجتماعية. كما تمكن من تقليص معدلات الفقر، وتوسيع قاعدة الطبقة المتوسطة، إلى جانب تأكيد ريادته في مجالات الأمن الطاقي والسيادة الصحية والغذائية.
في الشق الإقليمي، جدّد الخطاب التأكيد على الموقف المغربي الثابت من قضية الوحدة الترابية، في إطار سياسة اليد الممدودة والتعاون الإقليمي المسؤول، حيث عبّر الملك محمد السادس عن انفتاح صادق تجاه الجارة الجزائر، من منطلق وحدة المصير والمصالح المشتركة، وبعيدًا عن منطق الصراع أو التصعيد.
هذا التوجه يعكس حرص المغرب على استقرار المنطقة المغاربية وتجاوز الخلافات الثنائية، في وقت تشهد فيه العديد من مناطق العالم توترات جيوسياسية متزايدة. وقد شكّل هذا الموقف المغربي مصدر احترام دولي، خصوصًا بعد تزايد الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتدفق الاستثمارات الأجنبية على هذه المناطق.
وبذلك، يكرّس الخطاب الملكي لسنة 2025 نهجًا مؤسساتيًا ثابتًا، قوامه التقييم الدوري، والتواصل الصريح مع المواطنين، والتحفيز على الانخراط الجماعي في أوراش الإصلاح والبناء، في مغرب يرفض الازدواجية، ويسعى إلى العدالة المجالية، ويؤمن بإمكانياته الذاتية وقدرته على رفع التحديات بواقعية وإرادة ملكية راسخة.