ليكيب نيوز
يشهد سوق العملات الرقمية خلال الأسابيع الأخيرة زخماً لافتاً، مدفوعاً بتزايد إقبال المؤسسات الاستثمارية والبنوك المركزية على هذه الأصول، وهو ما يعكس تحولات جوهرية في نظرة الفاعلين الماليين العالميين للعملات المشفرة.
وقد تجاوزت الاستثمارات المؤسسية في صناديق “بيتكوين” مستويات قياسية، في وقت يترقب فيه المستثمرون قرارات السياسة النقدية المقبلة، خصوصاً احتمال خفض سعر الفائدة في شتنبر، وهو ما قد يفتح المجال أمام تدفقات سيولة جديدة نحو الأصول عالية المخاطر.
ويُعزى هذا الاهتمام إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها تحسن المناخ القانوني والتنظيمي، وتنامي القناعة بأن العملات المشفرة يمكن أن تشكل أداة للتحوط ضد الأزمات والتقلبات. كما ساهمت التطورات التشريعية الأخيرة، التي سمحت لصناديق التقاعد بالاستثمار في الأصول الرقمية، في فتح قاعدة استثمارية أوسع أمام السوق.
ويرى خبراء أن البيتكوين مقبل على مرحلة صعود محتملة قد تدفعه إلى مستويات غير مسبوقة، قد تتجاوز 200 ألف دولار في حال تحقق التوقعات بخفض الفائدة وتوفير سيولة أكبر. ومع ذلك، تبقى المخاطر السياسية والتنظيمية قائمة، إذ لا تزال بعض المواقف الحكومية متذبذبة بشأن التعامل مع هذه الأصول.
في المقابل، يشير مراقبون إلى أن العملات الرقمية أصبحت أكثر ارتباطاً بالاقتصاد الواقعي والسياسات النقدية العالمية، وأن مستقبل التعاملات المالية يتجه تدريجياً نحو تقليص الاعتماد على النقد الورقي. ويبرز المغرب ضمن الدول التي يسجل فيها استخدام واسع للعملات المشفرة، رغم أن جزءاً من التداولات لا يزال يتم خارج الأطر المنظمة.
وبين موجة التفاؤل واليقظة، يقف سوق العملات الرقمية عند منعطف حاسم سيحدد ما إذا كانت هذه الأصول ستترسخ كخيار استراتيجي دائم في محافظ المستثمرين حول العالم.