ليكيب نيوز
في خطوة دبلوماسية تحمل دلالات إستراتيجية عميقة، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين في زيارة رسمية تمتد لأربعة أيام، حيث يسعى إلى تعزيز الشراكة مع بكين ضمن مساعيه لإعادة تشكيل النظام العالمي على أسس جديدة متعددة الأقطاب، بعيدة عن الهيمنة الغربية.
بوتين، الذي التقى نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين، شدد على أن الشراكة بين موسكو وبكين أصبحت من ركائز الاستقرار العالمي، مشيراً إلى توافق البلدين حول ضرورة بناء نظام دولي أكثر توازناً وعدالة. الرئيس الروسي أكد في تصريحات إعلامية أن هذه الشراكة تمثل رداً مباشراً على ما وصفه بـ”الهيمنة الأمريكية”، داعياً إلى إصلاح شامل لمؤسسات الحوكمة المالية والاقتصادية العالمية.
وفي الجانب الاقتصادي، كشف بوتين عن مستوى غير مسبوق من التكامل بين روسيا والصين، لاسيما في مجال الطاقة، حيث تجاوزت صادرات الغاز الروسي عبر خط أنابيب “قوة سيبيريا” حاجز 100 مليار متر مكعب، مع الإعداد لإطلاق مسار جديد في 2027. كما تحدث عن مشاريع الغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي، مؤكداً أنها تعكس متانة التعاون الثنائي.
الرئيس الروسي لم يغفل البعد السياسي والتاريخي في العلاقات الثنائية، حيث وجه انتقادات حادة لمحاولات “تشويه نتائج الحرب العالمية الثانية”، واعتبر أن الحفاظ على الذاكرة التاريخية هو جزء من معركة أوسع لحماية القيم العالمية المشتركة.
بوتين وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه “قائد يتمتع برؤية عالمية حاسمة”، مشيراً إلى دوره المحوري في رسم معالم النظام العالمي المقبل. وأكد أن التفاهم السياسي بين القوتين في تصاعد، خاصة في ظل رفضهما لاستخدام العقوبات كوسيلة للضغط السياسي.
زيارة بوتين إلى الصين تتزامن مع مشاركة قادة من دول كبرى وإقليمية في قمة منظمة شنغهاي، وتُعد من أبرز الزيارات التي تبرز التحول في موازين القوى على الساحة الدولية، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الشرق والغرب.