ليكيب نيوز
أكد المغرب، خلال خلوة رفيعة المستوى انعقدت بالرباط حول مستقبل العلاقات الأورو-متوسطية، رفضه لأي نموذج شراكة يُهمّش دول الجنوب أو يحصر التعاون معها في علاقات ظرفية قصيرة المدى.
وفي كلمة افتتاحية، شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على أن الشراكة الأورو-متوسطية توجد اليوم عند “مفترق طرق”، مبرزًا أن “المغرب لم يعد يقبل أن يُعامل الجنوب كإطار هامشي ضمن برنامج أوروبي، بل كجزء أساسي من فضاء مشترك يجب بناؤه معًا”.
ووقف المسؤول المغربي على مجموعة من التحديات التي تعيق هذا الفضاء، من بينها غياب وضوح في الهوية المشتركة، وغياب التناظر في الدوافع بين الشمال والجنوب، إضافة إلى التجزؤ الجيوسياسي والعجز عن إدارة الأزمات، فضلاً عن ضعف الحضور المجتمعي للفكرة الأورو-متوسطية.
كما أبرز بوريطة أن المغرب يقترح رؤية استراتيجية تقوم على الطموح والواقعية، عبر تعزيز التكامل الاقتصادي من خلال المنصات اللوجستية وسلاسل الإنتاج، وتأمين الإمدادات الاستراتيجية في مجالي الطاقة والغذاء، إلى جانب تعبئة الكفاءات البشرية عبر برامج تعليمية ومهنية، وإنشاء صندوق أورومتوسطي للتضامن والاندماج قائم على الشراكة لا منطق المانح والمستفيد.
وشدد الوزير على أن هذا التصور يستند إلى توجيهات الملك محمد السادس، القاضية بضرورة الجمع بين وضوح التشخيص وطموح المنظور، مؤكداً أن “المغرب يحمل رؤية تحوّلية، تدريجية وواقعية، هدفها جعل المتوسط أكثر من مجرد جوار جغرافي، بل فضاء مصير ومستقبل مشتركين”.